كيفية تنمية المهارات الإدراكية للتوحد حسب آراء الخبراء

التوحد هو حالة تؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وتفاعله مع الآخرين، وهي اضطراب يدوم مدى الحياة،  يبدأ عندما يولد الشخص ويبقى معه حتى سن الشيخوخة.

 يختلف كل شخص متوحد عن الآخر، هذا هو السبب في وصف التوحد بأنه “طيف”، أي ألان مهارات الطفل الإدراكية والمعرفية تتفاوت بشكل واضح، لذلك من المهم أن تعمل على تحسين مهارات طفلك وإظهار أفضل ما لديه.

نبذة عن التوحد عند الأطفال ومهاراتهم الإدراكية

يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد لديهم نقاط ضعف معرفية إدراكية، حيث يواجه أطفال التوحد صعوبات في تقدير أفكار الآخرين ومشاعرهم، ومشاكل في تنظيم سلوكهم والتحكم فيه، وقدرة أقل على إدراك التفاصيل ولكن وجدت الكثير من الدراسات أنه يمكن تحسين المهارات المعرفية للأطفال بمرور الوقت.

أهمية تنمية المهارات الإدراكية لدى أطفال التوحد

إليك أبرز فوائد تنمية المهارات الإدراكية لدى أطفال التوحد:

• يعزز التعلم على المدى الطويل: التعلم هو عملية تستمر مدى الحياة، يشجع تنمية التعلم المعرفي الطلاب على اتباع نهج عملي للتعلم مما يساعدهم في اتخاذ قرارات مهمة لاحقًا في الحياة من خلال دراسة جميع الإيجابيات والسلبيات.
• يطور مهارات حل المشكلات: مهارات حل المشكلات ضرورية لاحقًا في الحياة، سواء للحياة الاجتماعية وتكوين الصداقات أو حتى للحياة العائلية والمهنية.
• يحسن الفهم: تنمية المهارات الإدراكية لأطفال التوحد على فهم الأشياء بوضوح وتطوير فهم أعمق للمواقف والظروف.
• يحسن الثقة: من خلال مهارات الفهم الأعمق والمزيد من المعرفة، يمكن لأطفال التوحد التعامل مع الحياة بحماس وثقة أكبر، مما يساعدهم على النجاح في جميع مساعيهم.
• يحسن الذاكرة: إن الفهم الأعمق للموضوع يجعل طفل التوحد يحتفظ بالمعرفة المكتسبة لفترة أطول، وبالتالي يحسن ذاكرته.
• يطور مهاراتهم الاجتماعية: يساعد تنمية المهارات الإدراكية في جعل طفل التوحد أقل عزلة ويساعدهم في فهم كيفية التعامل.

تفاصيل المهارات الإدراكية عند أطفال التوحد 

تشمل نقاط القوة والضعف المعرفية التي يظهرها الأشخاص المصابون بالتوحد بشكل أساسي في صعوبات في التنبؤ بسلوك الآخرين بناءً على أفكارهم ومشاعرهم، ومشكلات تنظيم والتحكم في سلوكهم، جنبًا إلى جنب مع القدرة على الكشف عن المشكلات وحلها.

ما هي أنواع المهارات الإدراكية عند أطفال التوحد؟

إليك بعض أهم المهارات الإدراكية عند أطفال التوحد:

• الانتباه والاستجابة: يعاني طفل التوحد من صعوبة في التركيز والانتباه وفقد للكثير من التفاصيل.
• ذاكرة: طفل التوحد يمتلك ذاكرة ضعيفة وبحاجة لتعزيزها.
• معالجة المعلومات: لا يمتلك طفل التوحد أساسيات تفكير سليمة لمعالجة المعلومات وفهمها، لذلك بحاجة لمتابعة خاصة تكمن في تبسيط مفاهيم المنطق لديه.
• فهم السبب والنتيجة: وهو أيضًا مهارة يفقدها أطفال التوحد نظرًا لأنهم غير قادرين على فهم المشاعر وتحليها.
• التواصل البصري: يرفض طفل التوحد التواصل البصري وتساعد تنمية المهارات الإدراكية لديه على حل هذه المشكلة.
• الكلام: يجد طفل التوحد صعوبات في البدء في الكلام و يتأخر أكثر من أقرانه بشكل ملحوظ، لذلك من المهم المتابعة مع مختصين لمساعدتهم في التحدث وتنمية مهارة التكلم لديه.

هل يؤثر نقص المهارات الإدراكية على حياة طفل التوحد اليومية؟

نعم، يؤثر نقص المهارات الإدراكية على حياة الطفل اليومية بسبب أن المهارات مثل الكلام وحل المشكلات والاستجابة هي كلها مهارات أساسية في الحياة اليومية وضرورية في التعامل مع الآخرين وفي التعلم والعمل، لذلك فقد ولو جزء بسيط منها سوف يخلف الكثير من المشكلات والعقبات في حياة طفل التوحد.

انظر أيضًا: التوحد عند الأطفال: أسباب مرض التوحد وطرق علاجه في السعودية

أفضل 7 أنشطة لتنمية المهارات الإدراكية عند طفل التوحد 

فيما يلي سبعة أنشطة رائعة تركز على المهارات المعرفية يمكنك تجربتها مع طفلك المصاب بالتوحد كي تنمي له مهاراته الإدراكية وتساعده في الحصول على جودة حياة أفضل:

• الأدوات المنزلية: صنع الهزازات أو الطبول أو الدقات من الصفر في المنزل يساعد الأطفال المصابين بالتوحد أو اضطرابات طيف التوحد الأخرى على تطوير قدرتهم على إدراك الأصوات المختلفة بالإضافة إلى مهاراتهم الحركية الدقيقة من خلال إنشاء ثمار عملهم واللعب بها.
• غسيل السيارات: أعط طفلك أدوات مثل الماء والصابون والإسفنج والمساحات، يساعد غسيل السيارات على تحسين مهاراتهم الحركية الدقيقة، ويحفز حاسة اللمس لديهم، ويعلمهم قيمًا مثل النظافة، ورؤية المهام حتى النهاية، وأهمية العمل الجاد أيضًا.
• تمارين المرآة: قف أو اجلس مع طفلك أمام المرآة وتمرن على التعبير عن تعبيرات مختلفة ومحاكاة مجموعة متنوعة من المشاعر، تساعدهم هذه الممارسة على اكتساب الوعي الذاتي، والتعرف على الإجراءات الجسدية التي تصاحب مشاعرهم، وإدراك الإشارات غير اللفظية من الآخرين بشكل صحيح.
• تعلم الشطرنج: اعتمادًا على سنهم، قد يكون الشطرنج خيارًا رائعًا للطفل المصاب بالتوحد، حيث يتحداهم الشطرنج لتطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة ويتذكرون في نفس الوقت قواعد اللعبة ويفكرون في العواقب قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
• المسرح المنزلي: يمثل لعب التخيل فرصة رائعة لتوسيع مهارات التخطيط الإبداعي واللغوي طويل المدى في المنزل، إن إنشاء السيناريو الخاص بهم يتحداهم للتفكير في شخصيات مختلفة، وكيفية تطوير قصة، والأهم من ذلك، كيف ستنتهي.
• ممارسة الرياضة: النشاط أمر ضروري للعقل كما هو ضروري للجسم. التمارين الرياضية تعزز الحالة المزاجية وتقلل من التوتر والقلق، هذا المزيج المزدوج يعمل كمعزز للحالة المزاجية وتخفف  التوتر يحرر الدماغ للاحتفاظ بالمعلومات وتعلم مهارات جديدة.
• ألغاز الصور المقطوعة: من خلال دراسة قطع الصور المقطوعة ووضعها معًا، يتعلم الأطفال وضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات وفهم المفاهيم على المستوى الكلي والجزئي، كما يتعلمون تنظيم الأفكار ووضع الفرضيات وتطبيق المعرفة التي اكتسبوها في مجالات مختلفة.

نصائح للتعامل مع طفل التوحد الذي يعاني من نقص المهارات الإدراكية

إليك أبرز النصائح التي نقدمها لك كي تتعاملي مع طفل التوحد الذي يعاني من نقص في المهارات الإدراكية والمعرفية:

• تعرف على التوحد:  كلما زادت معرفتك باضطراب طيف التوحد، كلما كنت أفضل استعدادًا لاتخاذ قرارات مستنيرة لطفلك، ثقف نفسك بشأن خيارات العلاج، وطرح الأسئلة، والمشاركة في جميع قرارات العلاج.
• كن خبيرًا في شؤون طفلك: اكتشف ما الذي يحفز سلوكيات طفلك الصعبة أو التخريبية وما الذي يثير استجابة إيجابية لديه، ما الذي يجده طفلك مرهقًا أو مخيفًا؟ ما الأمور التي تجعله يشهر بهدوء؟، إذا فهمت ما الذي يؤثر على طفلك، فستكون أفضل في استكشاف المشكلات وإصلاحها ومنع المواقف التي تسبب صعوبات أو تعديلها.
• اقبل طفلك: بدلاً من التركيز على كيفية اختلاف طفلك المصاب بالتوحد عن الأطفال الآخرين وما “يفتقده”، تدرب على القبول، استمتع بمراوغات طفلك الخاصة واحتفل بالنجاحات الصغيرة وتوقف عن مقارنة طفلك بالآخرين، إن الشعور بالحب والقبول غير المشروط سيساعد طفلك أكثر من أي شيء آخر.
• لا تستسلم: من المستحيل التنبؤ بمسار اضطراب طيف التوحد، لا تقفز إلى استنتاجات حول كيف ستكون الحياة لطفلك، مثل أي شخص آخر، حيث قد يستغرق تنمية مهاراتهم وقدراتهم عمر كامل.
• التزم بجدول زمني: يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى بذل قصارى جهدهم عندما يكون لديهم جدول أو روتين منظم للغاية، لذلك قم بإعداد جدول زمني لطفلك، مع تحديد أوقات منتظمة للوجبات، والعلاج، والمدرسة، ووقت النوم.

ما هو أفضل مركز لتنمية مهارات الأطفال في السعودية؟

نساعدك في مركز رابا في تنمية مهارات طفلك الإدراكية بفعالية عالية من خلال برامج مصممة من قبل أكفأ الأطباء في السعودية، وتقوم هذه البرامج على تعديل السلوك التطبيقي الذي بدوره يعزز السلوكيات الإيجابية عند الطفل ويقلل من السلوكيات السلبية.

ما دور جلسات تعديل السلوك في تجاوز صعوبات التعلم لدى أطفال التوحد؟

تساعد جلسات تعديل السلوك في تحسين مهارات التعليم كثيرًا لدى الطفل، فهي تعزز التواصل البصري لديه، وتقوي ذاكراته وتحسن من تركيزه، وهذا كله يساعد في تجاوز صعوبات التعلم والمضي قدمًا.

اقرأ أيضًا: أسباب اضطراب طيف التوحد عند الأطفال وأعراضه وطرق التعامل معه

الأسئلة الشائعة حول تنمية المهارات الإدراكية عند أطفال التوحد في السعودية