التأتأة عند الأطفال إحدى المشاكل التي تظهر بشكل مفاجئ ولا تقف عند الأطفال فحسب فقد تظهر عند المراهقين والكبار تبعًا لعدة عوامل منها ما هو طبيعيًا ومنها ما هو بسبب طارئ ما سبّب هذه المشكلة، ولكن هل يمكن أن تبدأ عند الأطفال منذ سنواتهم الأولى وكيف تتجاوز هذه المشكلة وتساعد طفلك على التخلص من مشكلة التلعثم في الكلام؟
وما هي التأتأة بالضبط؟ ما أبرز أسبابها؟ وكيف يمكن معالجتها لدى الأطفال حسب آراء الخبراء؟
إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد حول علاج مشكلة التأتأة عند الأطفال وأسبابها وطرق التعامل معها، انضم لرحلتنا خلال الأسطر التالية لنوضح لك كل ما يلزمك معرفته.
ما هي أسباب التأتأة عند الأطفال والتلعثم في الكلام؟
يبدأ الطفل في اكتساب مهارات النطق والكلام بشكل تدريجي، وذلك بدءًا من سنوات حياته الأولى والتي خلالها يتعلم الكثير من المهارات تدريجيًا كالمشي، الكلام، الإدراك وغيرها..
إلا أن النطق والكلام بطبيعته مرتبط بالدماغ بشكل مباشر والذي يعد في طور النمو خلال المراحل الأولى للنطق، أي أن التوصيلات الدماغية تكون بدائية ويصعب التحكم بها مما يجعل الأوامر تنفذ بشكل أبطئ تجعل الطفل يتحدث بصعوبة وتأتأة آنية، تزول فور نمو الطفل في الحالات الطبيعية، وإليك أهم أسباب هذه التأتأة المؤقتة لدى الطفل:
- القدرات اللغوية، فقد يتلعثم الطفل عندما تكون قدراته اللغوية غير متطورة مع كلامه.
- التعلق، كأن يتعلق الطفل بأحد والديه ويعتمد عليهما في فهم ما يحتاج أن يقول، وهو ما بعزز تلعثمه وتأتأته المرقتة.
- الخجل، وهو ما يؤثر في شخصية الطفل وقدرته على التعبير مما يجعله يتلعثم في كلامه.
- الوراثة، إذ إن العوامل الوراثية إحدى أبرز أسباب التأتأة لدى الطفل.
ما أسباب التأتأة والتلعثم المفاجئ عند الأطفال بعد الكلام السوي؟
يمكن أن يضعف النطق السليم والقدرة على التعبير لدى الطفل بعد الكلام السويّ لأسباب أخرى تختلف عن تلك التي تسبب التأتأة منذ بداية النطق في الفترة الطبيعية التي يتعلم فيها الطفل الكلام، وهذا ما يسمى بالتلعثم المفاجئ، فما أسباب التأتأة والتلعثم المفاجئ عند الأطفال بعد الكلام السوي؟
قد تحدث التأتأة المفاجئة لدى الأطفال لعدة أسباب، أبرزها:
- السكتة الدماغية: إن السكتة الدماغية أو إحدى اضطرابات الدماغ المفاجئة يمكن أن تسبب بطء الكلام أو التلعثم به، ومن الممكن أيضًا أن تسبب بتوقف قدرة الطفل على الكلام، وهو نا يحتمل أن يكون مؤقتًا أو دائمًا بحسب الحالة من جهة والاستجابة للعلاج من جهة أخرى.
- الاضطراب العاطفي: قد يسبب تعطيل طلاقة الكلام والتأتأة، ويحصل عند الأطفال عادةً بعد التعرض لمشاكل نفسية حادة مثل طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما، أو التعرض لأي حادث نفسي مفاجئ.
- الضغط العصبي: كالخوف المتجدد يوميًا، أو القلق وحتى أنواع الضغط الأخرى التي قد يتعرض لها الطفل تسبب حدوث التأتأة وتفاقمها بعد اتقانه الكلام السويّ.
ما هي أعراض التأتأة عند الاطفال؟
لابدّ من الإطّلاع على أهم أعراض التأتأة عند الأطفال، إذ إن وجود بعضها لدى الطفل وملاحظتها سيساعدك على العلاج بشكل أسرع وفعال أكثر، ولذلك إليك أبرز هذه الأعراض:
- تكرار للكلمات أو المقاطع التي ينطقها بشكل مفاجئ ومتكرر.
- التحدث ببطء وهدوء مبالغ فيه، وإطالة كلمات ومدّ أصوات بعض الأحرف أيضًا من الأعراض.
- انقطاع في الكلام، كأن يتكلم نصف ما يريد التعبير عنه أو نصف الجملة ويصمت.
- محاولة الطفل نطق الكلمات التي يريد قولها، مثل أن يبدأ كلامه ب مممم كي يستجمع قدرته للنطق.
- فتح الفم للكلام عدة ثوانِ دون أي نطق.
- التوتر أثناء الكلام.
- رفة عين سريعة.
- التنفس أثناء الكلام بسرعة.
- ارتعاش الشفاه أثناء التكلم.
أنواع التأتأة عند الأطفال وطرق التعامل معها حسب آراء الخبراء في السعودية
تُصنّف التأتأة عند الأطفال إلى ثلاثة أنواع رئيسية تختلف حسب السبب الذي تنتج عنه، وهي:
- التأتأة والتلعثم: وهي النوع الأكثر شيوعًا عند الأطفال في مراحلهم العمرية الصغيرة بين 2 إلى 5 سنوات، وذلك في مرحلة تطور الكلام ونمو اللغة لديهم، أي أنها تنتج عند تعلم الطفل للكلام، وفي غالب الأحيان تصنف بكونها طبيعية تتلاشى سريعًا بعد اتقان الطفل للكلام.
- التأتأة العصبية: تحدث التأتأة العصبية عند الأطفال يسبب وجود مشكلة في نقل الرسائل العصبية بين الأعصاب والدماغ وعضلات الفك مع اللسان.
- التأتأة النفسية: وهي ما تحدث نتيجة صدمة عاطفية، أو حادث مؤثر يسبب التأتأة، كما أن الخوف الدائم أحد العوامل التي تسببها.
ما هي أفضل طرق علاج التأتأة والتلعثم في الكلام عند الاطفال؟
إن أفضل طرق علاج التأتأة والتلعثم في الكلام عند الأطفال هو طلب استشارة من اخصائي التخاطب والنطق، والذي بدوره يساعد في معرفة أسباب التلعثم ونوعه، هل هو مؤقتاً أم طبيعياً؟
وهل مشكلته تحتاج لتدخل الطبيب المختص؟
لكن طبيًا، تختلف طرق علاج التأتأة عند الأطفال حسب عمر الطفل، ونوع التأتأة وأسبابها إضافةً لتعاون المحيط وحالته النفسية بشكل عام، وتقسم أنواع علاج التأتأة إلى:
- العلاج المباشر:
في هذا النمط من العلاج يعمل الاختصاصي بشكل مباشر مع الأطفال فردياً أو على شكل مجموعات، وتقوم خطته العلاجية على تصميم استراتيجيات كلام خاصة لتقليل التوتر وحدة الكلام عند التأتأة، وذلك مثل إبطاء الكلام بشكل معتدل، التنفس خلال النطق ومساعدة الطفل في التمييز بين الكلام الصحيح والتأتأة.
- العلاج غير المباشر:
وهو العلاج المناسب لأطفال السن، ويكون العلاج فيها من خلال تواصل أخصائي النطق والكلام مع ذوي الطفل وتعليمهم عبرالنصائح والإرشادات التي تجعل طريقة تواصلهم وتعاملهم مع الطفل لأفضل، وبالتالي تعديل أساليبهم وتطوير البعض منها ليتمكنوا من التحدث معه بسلاسة، وهو ما يقلل من التلعثم لدى الطفل.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن تشخيص اضطرابات النطق والكلام؟
كيفية علاج التأتأة والخوف عند الأطفال؟
تعد كيفية علاج التأتأة والخوف عند الأطفال، من أهم الاستراتيجيات التي تتطلب اهتمامًا وتخطيطًا من قِبل والديّ الطفل للوصول إلى أفضل النتائج ومساعدته في الحصول على حياة طبيعية كالآخرين، ومن أهم الوسائل نجد:
- تعويد الطفل على التكلم ببطء شديد مما يساعده على لفظ الكلمة بسهولة.
- تدريبه على الاسترخاء بعيداً عن التوتر والتنفس بانتظام.
- الانتقال من نطق الكلمات المفردة، مروراً إلى الجمل القصيرة وصولًا للجملة المتكاملة.
- تشجيع الطفل على التخلص من مشكلته والتفاعل مع المحيط.
- اشتراك الطفل في نشاطات جماعية تضم أطفالًا يعانون من مشكلته مما يشجعهم على تجاوزها سريعًا.
- مساعدة الطفل على متابعة مقاطع ترفيهية وأخرى تعليمية تساعده على التخلص من التوتر والتسرع في الكلام.
- تقديم المساعدة الشخصية من قِبل الوالدين وتشجيعة على متابعة العلاج حتى الوصول للنتائج المطلوبة.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل كثير الحركة والعنيد
هل يوجد علاج مجرب للتأتأة عند الأطفال يُنصح به؟
على الرغم أن علاج التأتأة ليس محدداً بنمط معين أو أسلوب محدد في العلاج، إذ يعتمد على سبب ونوع التأتأة وعمر الطفل، إلا هناك بعض الطرق العلاجية المجربة والتي ينصح بها لدى الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة.
ومن أهم هذه الطرق العلاجية استخدام بعض البرامج التي انتشرت على نطاق واسع في كثير من الدول العربية والأجنبية ولا سيما أن بعضها يؤمن جلسات أسبوعية مع الاختصاصي لمتابعة آخر التطورات مع الطفل وأهمها:
- Ezy-Speech
- Smooth Speach
- Lidcombe
إذ إن برنامج Lidcombe والذي يستخدم مع الأطفال دون 6 سنوات.
والذي يعتمد على التعاون بين الطفل ووالديه في المنزل في عدة مواقف حياتية يومية، والتنويه إلى مكافأة الطفل عبر الملاحظات والتشجيعات الإيجابية وذلك عند التحدث بسلاسة دون تأتأة.
اقرأ أيضًا: كيف أقوي شخصية الطفل حسب نصائح علم نفس الأطفال؟
ما هو أفضل مركز علاج تأتأة الأطفال في السعودية؟
تتعدد المراكز التي تُعنى بعلاج مشاكل النطق والكلام للأطفال في السعودية، وخاصة مشكلة التأتأة والتلعثم.
ومن أفضل هذه المراكز المتخصصة بالعلاج من خلال تحليل السلوك التطبيقي مركز رابا في الرياض.
إذ يعد أحد أشهر مراكز العلاج من خلال برامج فعالة جدًا، تساعد في تأهيل الأطفال الذين يعانون من اضطرابات متنوعة سواء بالنطق أو الكلام أو مشاكل التأتأة.
ويمكن تفعيل هذه الفوائد عبر العمل على تطوير سلوكيات الطفل ومستوياته الإدراكية والحركية أيضاً.
كما يعتمد هذا المركز في أسسه العلاجية على تطبيق أسلوب تحليل السلوك التطبيقي الذي يقوم على دراسة الأسباب والظروف التي أدت إلى هذا السلوك؛ وتقديم التدخل العلمي المكثف لدراسة سلوك الطفل فينتج عن ذلك:
- ارتفاع في مستوى مهارات الطفل.
- انخفاض في مستوى المشكلات السلوكية.
- إيجاد الحلول للمشكلات النفسية.
- مساعدة الوالدين في التعامل مع الطفل.
- تشجيع الطفل للاندماج في المجتمع.
الأسئلة الشائعة حول علاج مشكلة التأتأة وتلعثم الكلام وصعوبة النطق عند الأطفال
إليك أجوبة واضحة عن كافة الأسئلة الشائعة التي تخطر في ذهنك حول مشكلة التأتأة وتلعثم الكلام وصعوبة النطق عند الأطفال.
1. كيفية علاج التأتأة نهائياً عند الاطفال عمر سنتين؟
في معظم الأحيان تختفي التأتأة للأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات بدون أي تدخل أو علاج حيث يجب تدريب الطفل بعمر السنتين على لفظ الكلمة بشكل صحيح وتصحيح الكلمات له بهدوء وسلاسة.
2. كيفية علاج التأتأة عند الأطفال عمر ثلاث سنوات؟
قد يعاني الطفل بعمر ثلاث سنوات من مشكلة في نطق الكلام أو الحديث بطلاقة، ويمكن أن يكون العلاج الأنسب للتخلص من التأتأة هو التواصل الفعال للوالدين مع الطفل وتجنب الطلب منه بالقيام بالكلام وهو غير مرتاح، وتدريبه بشكل لين على قول الكلمات بهدوء بشكل صحيح.
3. كيفية علاج التأتأة في سن الخامسة؟
يمكن أن تخلص طفلك من مشكلة التأتأة عندما تكون متعاوناً معه وتتواصل معه بشكل فعال، حيث لا بد من المحافظة على راحته وهدوئه وعدم الطلب منه أن يتحدث أو يقرأ بصوت عال وهو غير مرتاح، كما يجب تشجيعه على القيام بأنشطته التي يفضلها وعدم تذكيره بمشكلته، وعدم مقاطعته أثناء الحديث ويمكن اتباع أسلوب العلاج غير المباشر من خلال الاستعانة بأخصائي الكلام الذي يقدم حلول وخطط فعالة.
4. متى تبدأ التأتأة عند الاطفال؟
تبدأ التأتأة عادة عند الأطفال من عمر سنتين وحتى عمر خمس سنوات، وإذا امتدت لفترة أطول فإنها تحتاج لتدخل علاجي.
5. متى تختفي التأتأة عند الأطفال؟
تختفي مشكلة التأتأة أو التلعثم عند الأطفال عند عمر من 5 إلى 6 سنوات تقريبًا.
6. ما هو علاج التأتأة عند الاطفال بسبب الخوف؟
يمكن معالجة التأتأة الناجمة عن الخوف من خلال جملة من التوصيات التي يقدمها الأخصائي للأهل والتي تكون كالتالي:
1. عدم وضع الطفل تحت ضغط التكلم بطلاقة.
2. عدم دفعه بطريقة قاسية أو مربكة لكي يقوم بالتكلم بسلاسة.
3. توفير بيئة مريحة ومناسبة للطفل ليتكلم بشكل أفضل.
4. عدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام.
7. متى تكون التأتأة طبيعية؟
تكون التأتأة طبيعية عندما تحدث خلال مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتراوح سن الطفل بين عامين إلى ست سنوات
8. هل نقص الفيتامينات يسبب مرض التأتأة؟
نعم يمكن أن يسبب نقص بعض العناصر في الدم، أو نقص فيتامين دال (د) حدوث التأتأة أو اضطرابات الكلام.
9. ما الفرق بين التأتأة و التلعثم؟
يمكن أن يتجلى الفرق الأساسي بين التأتأة والتلعثم بالأعراض التي تظهر لدى المصابين في كل منهما، حيث يشير المتخصصون أن المصاب بالتلعثم لا يعاني من حدوث تشنجات في الوجه أو حركات العين السريعة أثناء الكلام، بينما تحدث مثل هذه الأعراض لدى المصاب بالتأتأة.
