التوحد هو اضطراب طيفي يؤثر على الأفراد بطرق متنوعة ومعقدة، ويستمر هذا التأثير حتى مرحلة البلوغ وطوال الحياة، فالبالغون الذين يعيشون مع التوحد قد يواجهون تحديات خاصة في مجالات عديدة مثل التواصل، التفاعل الاجتماعي، والعمل، مما يتطلب دعماً وفهماً متزايدين من المجتمع، وبالرغم من أن التوحد قد يحمل بعض التحديات، إلا أن العديد من الأشخاص المصابين بالتوحد يظهرون قدرات ومواهب استثنائية.
في هذا المقال، سنستكشف معاً كيف يتم تشخيص التوحد عند الكبار والبالغين والصعوبات التي يواجهونها، والاستراتيجيات التي يمكن أن تدعمهم في رحلتهم، لنبدأ سوياً بقراءة المقال لفهم أعمق وإلقاء نظرة شاملة على هذا الموضوع.
ما هو التوحد عند الكبار؟
التوحد عند الكبار هو حالة عصبية تستمر مدى الحياة، وهي جزء من مجموعة اضطرابات طيف التوحد (ASD) تؤثر هذه الحالة على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين وكيفية تصورهم للعالم من حولهم، التوحد هو اضطراب يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن قد لا يتم تشخيص بعض الأشخاص حتى مرحلة البلوغ.
من الجدير بالذكر أن التوحد يتراوح في شدته وأعراضه من شخص لآخر، ويمكن أن يتضمن مجموعة متنوعة من السمات والتحديات، مثل صعوبات في التواصل الاجتماعي، نمطية في السلوكيات والأنشطة، واهتمامات محدودة أو مكثفة في موضوعات معينة.
هل يمكن أن يصاب الكبار بالتوحد فجأة؟
لا، التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يظهر عادةً قبل سن الثالثة، ولا يتم تشخيص الأشخاص بالتوحد للمرة الأولى في مرحلة البلوغ، ومع ذلك، قد يعيش بعض البالغين مع أعراض التوحد لسنوات دون أن يتم تشخيصهم، خاصةً إذا كانوا يعانون من شكل خفيف من الاضطراب، في هذه الحالات، قد يتم تشخيص الشخص بالتوحد في مرحلة البلوغ بعد مواجهة تحديات في العمل، العلاقات الشخصية، أو جوانب أخرى من الحياة.
هل يمكن للتوحد ألا يظهر إلا مع التقدم بالعمر؟
لا يظهر التوحد عند الكبار للمرة الأولى في مرحلة متقدمة من العمر، إذ يعتبر التوحد اضطرابًا في النمو يظهر عادةً قبل سن الثالثة، ومع ذلك، في بعض الحالات، قد لا يتم تشخيص الأشخاص الذين يعانون من أشكال خفيفة من التوحد حتى مرحلة البلوغ، قد يحدث هذا إذا كانت أعراضهم ليست واضحة جدًا أو إذا كانوا قادرين على تعلم استراتيجيات للتكيف مع تحدياتهم.
اقرأ أيضاً: التوحد الخفيف: تعرف على الأعراض والعلاجات المتاحة
كيف يتم تشخيص التوحد عند الكبار؟
تشخيص التوحد عند الكبار يمكن أن يكون تحديًا، نظرًا لأن العديد من الأعراض قد تكون مشابهة لأعراض اضطرابات نفسية أخرى، وقد يكون الشخص قد تعلم على مر السنين كيفية إخفاء أعراضه، ومع ذلك، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها لتشخيص التوحد عند الكبار والبالغين:
1. التقييم الذاتي والتاريخ الطبي:
التقييم الذاتي: الشخص الذي يعتقد أنه قد يكون مصابًا بالتوحد قد يبدأ بتقييم ذاتي باستخدام أدوات متاحة عبر الإنترنت.
جمع المعلومات: الطبيب سيجمع معلومات مفصلة عن الأعراض الحالية، وتاريخ الطفولة، والتحديات الاجتماعية والاتصالية.
2. التقييم السريري:
التقييم النفسي: قد يشمل تقييم الصحة العقلية والوظائف الإدراكية.
ملاحظة السلوك: قد يتم ملاحظة السلوكيات والتفاعلات الاجتماعية.
3. التقييم المتخصص:
اختصاصي التوحد: قد يتم تحويل الشخص إلى اختصاصي في اضطرابات الطيف التوحدي.
الاختبارات السلوكية والنفسية: قد تُستخدم اختبارات محددة لتقييم الأعراض.
4. التقييم الطبي:
الفحص البدني: لاستبعاد أي حالات طبية قد تكون مسببة للأعراض.
التحاليل الطبية: قد تشمل تحاليل الدم والفحوصات الطبية الأخرى.
5. استشارة المتخصصين:
قد يتم الرجوع إلى متخصصين آخرين إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التقييم.
علامات وأعراض التوحد وطيف التوحد عند الكبار
التوحد وطيف التوحد هما اضطرابات نمائية تؤثر على الاتصال والتفاعل الاجتماعي، على الرغم من أن العديد من الأشخاص يتم تشخيصهم في مرحلة الطفولة، إلا أن هناك أيضًا حالات لم يتم فيها تشخيص الشخص حتى يصبح بالغًا، فيما يلي بعض أعراض طيف التوحد عند الكبار:
- التواصل والتفاعل الاجتماعي:
- صعوبات في الاتصال: قد يجد الشخص صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية وقد يكون لديه استخدام حرفي للغة.
- تحديات في التفاعل الاجتماعي: قد يبدو الشخص منعزلًا وقد يفضل قضاء الوقت وحده بدلًا من مع الآخرين.
- صعوبة في فهم مشاعر الآخرين: قد يجد الشخص صعوبة في التعاطف مع الآخرين أو فهم مشاعرهم.
- السلوكيات المتكررة:
- الروتينات والطقوس: قد يلتزم الشخص بروتينات يومية صارمة وقد يجد صعوبة في التعامل مع التغييرات.
- الاهتمامات المحدودة: قد يكون لدى الشخص اهتمامات ضيقة للغاية وقد ينغمس فيها بشكل مكثف.
- الحركات المتكررة: مثل التلويح باليدين، الدوران، أو الهز.
- التحديات الحسية:
- الحساسية الزائدة أو النقص: قد يكون الشخص شديد الحساسية للضوء، الصوت، اللمس، أو الروائح، أو قد يكون لديه تحمل منخفض للألم.
- الاستجابات غير العادية للمحفزات الحسية: قد يستجيب الشخص بشكل مفرط أو غير كافٍ للمؤثرات الحسية.
- الصعوبات الإدراكية:
- صعوبات في الانتباه والتركيز: قد يجد الشخص صعوبة في التركيز على المهمة الحالية أو قد ينشغل بسهولة.
- صعوبات في التخطيط والتنظيم: قد يواجه الشخص تحديات في تنظيم الوقت والتخطيط للمستقبل.
- التحديات العاطفية:
- القلق والاكتئاب: الكثير من الكبار المصابين بالتوحد يعانون من مشاكل صحية عقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب.
- صعوبات في تكوين العلاقات: قد يجد الشخص صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية وعاطفية.
أفضل طرق علاج التوحد عند الكبار
علاج اضطراب طيف التوحد عند البالغين يعتمد على طبيعة أعراض التوحد عند البالغين ومدى شدتها، إذ لا يوجد علاج شافٍ للتوحد، ولكن هناك العديد من الاستراتيجيات والتدخلات التي يمكن أن تساعد في تحسين القدرات الوظيفية وتقليل الأعراض، فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تكون فعالة:
1. العلاج السلوكي والمعرفي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد هذا النوع من العلاج الأشخاص على التعرف على أنماط التفكير والسلوك السلبية وتغييرها.
- تحليل السلوك التطبيقي (ABA): يستخدم هذا النوع من العلاج لتعزيز السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات السلبية.
2. العلاج بالتواصل والكلام:
- يهدف هذا النوع من العلاج إلى تحسين مهارات التواصل واللغة.
3. العلاج المهني:
- يساعد العلاج المهني الأشخاص على تطوير المهارات اللازمة للقيام بالأنشطة اليومية.
4. العلاج الطبي:
- في بعض الحالات، قد يتم وصف أدوية للمساعدة في التحكم في أعراض معينة مثل القلق أو فرط النشاط.
5. دعم الأقران والمجموعات:
- الانضمام إلى مجموعات دعم يمكن أن يوفر فرصة للتواصل مع الآخرين الذين يعانون من تحديات مماثلة.
6. تعديلات في نمط الحياة:
- تشمل تحسين جودة النوم، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام.
7. تدريب المهارات الاجتماعية:
- يساعد هذا النوع من التدريب الأشخاص على تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي.
مركز رابا أفضل مركز لتشخيص وعلاج طيف التوحد في السعودية
يعتبر مركز رابا في السعودية من الرائدين في مجال تشخيص وعلاج اضطراب طيف التوحد عند البالغين والأطفال، إذ يتميز المركز بتوفير بيئة داعمة ومتخصصة تركز على تلبية الاحتياجات الفردية لكل شخص يعاني من التوحد، كما يستخدم المركز أحدث الأساليب والتقنيات العلاجية، ويضم فريقًا من المتخصصين ذوي الخبرة العالية في هذا المجال، ويسعى مركز رابا أيضاً إلى تحسين جودة حياة الأفراد المصابين بطيف التوحد وأسرهم من خلال توفير خدمات شاملة تشمل التقييم الدقيق، العلاج المُخصص، وبرامج التدخل المبكر، بالإضافة إلى ذلك، يقوم المركز بتوعية المجتمع حول اضطراب طيف التوحد وكيفية التعامل معه، مما يساهم في خلق بيئة أكثر تقبلاً ودعماً للأفراد المصابين وأسرهم.
أسئلة شائعة عن التوحد عند الكبار:
1. ما هو التوحد الخفيف عند الكبار؟
التوحد الخفيف، المعروف أيضاً بالتوحد عالي الأداء، يظهر عند الكبار بصورة أقل وضوحاً مقارنة بالأشكال الأخرى، والأشخاص المصابون بالتوحد الخفيف يمكنهم العيش بشكل مستقل، لكنهم قد يواجهون تحديات في التواصل الاجتماعي وفهم التعبيرات العاطفية.
2. كيف تعرف أنك مصاب بالتوحد؟
لتشخيص التوحد عند البالغين، يتطلب الأمر تقييماً شاملاً من قبل متخصصين، العلامات قد تشمل صعوبات في التواصل الاجتماعي، نمطاً من السلوكيات المتكررة، وصعوبة في فهم الرموز الاجتماعية.
3. كم يعيش مريض التوحد الخفيف؟
لا يؤثر التوحد الخفيف على العمر المتوقع للفرد، والعديد من الأشخاص المصابين بالتوحد الخفيف يعيشون حياة طبيعية وصحية، ومع ذلك، يتطلب الأمر دعماً وتفهماً من المحيطين لضمان نوعية حياة جيدة.
4. التوحد هل هو مرض عقلي أو نفسي؟
التوحد يُعرّف على أنه اضطراب نمائي يؤثر على الدماغ ويظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ولا يُعتبر مرضاً عقلياً بالمعنى التقليدي، وإنما اضطراب في التطور يؤثر على التواصل والسلوك.
5. ما سبب التوحد عند الكبار؟
التوحد يظهر عادة في الطفولة ويستمر إلى مرحلة البلوغ، الأسباب ليست واضحة تماماً، لكن يُعتقد أن الجينات والعوامل البيئية لها دور أي لا يوجد سبب واحد معروف يؤدي إلى التوحد.
6. هل مريض التوحد يكون ذكي؟
الأشخاص المصابون بالتوحد يمكن أن يكون لديهم مستويات مختلفة من الذكاء، من التأخر العقلي إلى الذكاء العالي، بعض الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم مهارات خاصة في مجالات معينة.
7. هل مرض التوحد يستمر مدى الحياة؟
التوحد هو اضطراب دائم يستمر مدى الحياة، لا يوجد علاج شافٍ، لكن العلاج والدعم يمكن أن يساعدا في تحسين مهارات التواصل والسلوك.