يعد فهم مفهوم التوحد المكتسب أمرًا ذا أهمية بالغة، إذ يمكن أن يلقي الضوء على تأثير هذا الاضطراب على الأفراد المصابين به وكيفية التدخل والعلاج الفعّال، فبدلًا من أن يظهر التوحد المكتسب في مرحلة الطفولة المبكرة كما هو الحال في التوحد الكلاسيكي، يظهر بعد فترة من التقدم الاجتماعي واللغوي الطبيعي للفرد.
سنقدم في هذا المقال فهمًا شاملًا لأعراض التوحد المكتسب وسنلقي الضوء على الخيارات المتاحة للعلاج والتدخل، بما يهدف إلى تحسين نوعية حياة الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب، لنبدأ سوياً باكتشاف هذا النوع النادر من التوحد والفهم الأعمق لكيفية تقديم الدعم اللازم للأفراد المتأثرين به.
مفهوم التوحد المكتسب
يشير هذا المفهوم إلى نوع نادر من اضطراب طيف التوحد، والذي يميز نفسه عن التوحد الكلاسيكي ببدايته وتطوره، ففي هذا النوع من التوحد، يظهر الاضطراب بعد فترة من التقدم الاجتماعي واللغوي الطبيعي للشخص، وهذا ما يجعله مختلفًا ومحيرًا للأفراد والعائلات الذين يواجهونه، كما يمكن أن يكون التوحد المكتسب مفاجئًا حيث يظهر تدهورًا في مهارات التواصل الاجتماعي واللغو، ويمكن أن يكون مصحوبًا بسلوكيات تكرارية وصعوبات في فهم ومشاركة العواطف.
يستدعي هذا النوع من التوحد اهتمامًا خاصًا في مجالات التشخيص والعلاج، حيث يتطلب فهم دقيق وتقديم الدعم والتدخل المناسب لتحسين جودة حياة الأفراد المتأثرين به.
ما هو التوحد المكتسب؟
هو نوع نادر من اضطراب طيف التوحد، وهو مصطلح يُستخدم لوصف حالات التوحد التي تتميز بظهور الاضطراب بعد فترة من التطور الاجتماعي واللغوي الطبيعي للشخص المصاب به، وفي العديد من الحالات، يبدأ الفرد في التفاعل اجتماعيًا ويظهر تقدمًا في مهارات اللغة، ثم يتوقف هذا التقدم فجأة ويظهر أعراض توحدية، هذا النوع من التوحد يُعتبر تحديًا للتشخيص والفهم، حيث يختلف عن التوحد الكلاسيكي الذي يظهر في الطفولة المبكرة، كما يتضمن التوحد المكتسب صعوبات في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك التفاعل الاجتماعي، واللغة، والتواصل، والسلوك.
اكتشف أيضاً: التوحد الكاذب
هل يختلف التوحد المكتسب عن التوحد العادي؟
نعم، التوحد المكتسب يختلف عن التوحد العادي، فالمكتسب هو نوع نادر من اضطراب طيف التوحد، والذي يميز نفسه ببدايته وتطوره، في حين يظهر التوحد العادي عادة في الطفولة المبكرة ويكون حاضرًا منذ الصغر، يظهر التوحد المكتسب بعد مرحلة من التقدم الاجتماعي واللغوي الطبيعي للشخص، هذا يعني أن الأفراد الذين يعانون من التوحد المكتسب قد تطوروا بشكل طبيعي في البداية ثم يظهرون تدهورًا مفاجئًا في مهاراتهم الاجتماعية واللغوية وسلوكهم.
هذا التمييز في بداية التوحد يجعل التوحد المكتسب تحديًا إضافيًا في التشخيص والفهم، وعلى الرغم من أن الأعراض قد تكون مشابهة للتوحد العادي، إلا أن السياق الزمني لظهور هذه الأعراض يعطيها طابعًا مختلفًا تمامًا، وهذا يساعد على توجيه استراتيجيات التدخل والعلاج بشكل أفضل لتلبية احتياجات الأفراد الذين يعانون من التوحد المكتسب.
اعراض التوحد المكتسب عند الاطفال وتشخيصه
تشمل الأعراض المميزة للتوحد المكتسب عند الأطفال وكيفية تشخيصها:
- فقدان مهارات اللغة: يمكن أن يتحقق هذا الاضطراب من خلال فقدان الكلمات التي كان الطفل يستخدمها بشكل طبيعي أو من خلال صعوبة في استخدام اللغة بشكل منطقي ومفهوم.
- انخفاض التفاعل الاجتماعي: يظهر الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التفاعل مع الآخرين وقد يتجنبون النظر في العيون أو التفاعل اللفظي وغير اللفظي.
- تكرار السلوكيات: يمكن أن تشمل الأعراض تكرار الحركات أو الأنشطة بشكل متكرر، مثل الترتيب الدقيق للأشياء أو تكرار الأصوات.
- فقدان التواصل الاجتماعي: يكون التواصل الاجتماعي ضعيفًا، حيث يصعب على الأطفال المكتسبين للتوحد التفاعل مع الناس وفهم العواطف والمشاعر.
- تأخر في التطور الاجتماعي: يُلاحظ تأخرًا في تطور المهارات الاجتماعية، مما يعكس تدهورًا مفاجئًا بعد فترة من التطور الطبيعي.
- تشتت الاهتمام: يمكن أن يظهر انتقال سريع بين الأنشطة وصعوبة في التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة.
كيفية التعامل مع الأطفال والمصابين بالتوجد المكتسب؟
يتطلب التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد فهمًا عميقًا لاحتياجاتهم الفردية واستجابة ملائمة لهذه الاحتياجات، فيما يلي بعض النصائح الهامة للتعامل مع الأطفال المصابين بهذا النوع من التوحد:
- الفهم والصبر: يجب أن يكون الصبر هو مفتاح التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد المكتسب، إذ قد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى وقت أطول لفهم التعليمات والتفاعل مع الآخرين.
- الاتصال اللفظي وغير اللفظي: يجب تشجيع التواصل اللفظي وغير اللفظي مع هؤلاء الأطفال، إذ يمكن استخدام وسائل التواصل البصري واللفظي مثل الصور والإشارات لتعزيز التواصل.
- تقديم بيئة مناسبة: يجب توفير بيئة آمنة ومحفزة لتعزيز التعلم والاستجابة الاجتماعية، قد يتضمن ذلك تنظيم الأنشطة وتقديم هياكل وجداول زمنية محددة.
- الاستفادة من العلاجات والتدخلات: يمكن توجيه الأطفال المصابين بالتوحد المكتسب إلى العلاجات والتدخلات المناسبة، مثل العلاج السلوكي التطبيقي (ABA) وعلاج النطق واللغة، لتحسين مهاراتهم الاجتماعية واللغوية.
- التفهم والتقبل: يجب على الأهل والمعلمين أن يكونوا مفهومين ومتقبلين لاحتياجات واحتمالات الأطفال المصابين بالتوحد المكتسب، إذ يساعد التفهم والدعم العاطفي على تعزيز تقديم الرعاية الفعّالة.
- العمل كفريق: يجب على الأهل والمعلمين والمختصين العمل كفريق لتلبية احتياجات الأطفال وتقديم الدعم المناسب، كما أن التنسيق بين جميع الجهات المعنية يمكن أن يساعد في تحقيق أفضل النتائج.
طرق علاج التوحد المكتسب
هناك عدة طرق وأساليب لعلاج التوحد المكتسب، وتشمل هذه الأساليب:
- العلاج السلوكي التطبيقي (ABA): يعتمد هذا العلاج على استخدام التحفيز والتعزيز الإيجابي لتعديل السلوكيات غير المناسبة وتعزيز المهارات الاجتماعية واللغوية، كما يتضمن ABA تحليل السلوك وإعداد خطط تدريبية مخصصة للأطفال المصابين بالتوحد.
- علاج النطق واللغة: يهدف هذا العلاج إلى تحسين مهارات التحدث وفهم اللغة، ويشمل ذلك جلسات تدريب النطق واللغة مع مختصين في هذا المجال.
- العلاج الشهري: يمكن استخدام العلاج الشهري للتركيز على تطوير مهارات معينة مثل المرونة العقلية والتحكم في الانفعالات وتطوير مهارات التواصل.
- العلاج الاجتماعي: يركز هذا النوع من العلاج على تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي وفهم العواطف والتواصل مع الآخرين، ويمكن تنفيذ العلاج الاجتماعي من خلال الأنشطة الجماعية والممارسات الاجتماعية الموجهة.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، يمكن أن يتم استخدام الأدوية لمعالجة الأعراض المصاحبة للتوحد مثل القلق أو العدوانية، كما يجب أن يتم وصف واستخدام الأدوية تحت إشراف طبي.
- العلاج الأسري: يمكن تقديم الدعم والتدريب للأهل وأفراد الأسرة لفهم احتياجات الطفل وتعزيز التواصل معه وتطبيق تقنيات العلاج في المنزل.
اكتشف أيضاً: كيف أعلم طفل التوحد الذهاب للحمام؟
مركز رابا افضل مركز لعلاج وتشخيص التوحد المكتسب
يعد مركز رابا أحد المراكز المتميزة في تقديم الخدمات لعلاج وتشخيص التوحد ، إذ يتميز هذا المركز بفريق من الخبراء والمتخصصين في مجال التوحد، الذين يعملون بتفاني على تقديم أفضل الخدمات للأطفال والأسر المتأثرة بهذا الاضطراب، كما يتضمن العلاج في مركز رابا استخدام أحدث الأساليب والتقنيات العلاجية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد المصابين بالتوحد المكتسب وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية واللغوية، ويتميز المركز أيضًا بتوجيه ودعم الأهل والأسر لفهم احتياجات أطفالهم والعمل كفريق لتحقيق أفضل النتائج.
في الختام، يُعتبر التوحد المكتسب تحديًا للأفراد والعائلات الذين يواجهونه، إلا أن الفهم الدقيق لهذا الاضطراب والتدخل المبكر يمكن أن يساهمان في تحسين نوعية حياة الأفراد المصابين به، فإذا كنت ترغب في مزيد من المعلومات حول التوحد المكتسب أو كيفية التعامل معه، أو إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في تقديم الدعم لشخص مصاب به، فلا تتردد في زيارة مركز رابا للحصول على النصائح والتوجيه اللازمين.
أسئلة شائعة عن التوحد المكتسب:
1. هل يمكن الشفاء من التوحد المكتسب؟
التوحد المكتسب نادرًا ما يشفى بالكامل، ولكن يمكن تحسين أعراضه وتطوره من خلال العلاج المناسب والتدخل المبكر، كما أن الدعم الصحي والتعليم المخصص يمكن أن يلعبان دورًا مهمًا في تحسين نوعية حياة الأفراد المتأثرين به.
2. ما علاج التوحد الناتج عن التلفزيون؟
ليس هناك توحد ناتج عن التلفزيون بالمعنى الطبي، وإذا كان السؤال يشير إلى تأثير الأطفال الزيادة في مشاهدة التلفزيون على تطور التوحد، فإنه لا يوجد دليل علمي يثبت هذا الأمر.
3. هل التوحد مكتسب أم يولد مع الطفل؟
التوحد يمكن أن يكون مكتسبًا أو يكون موجودًا منذ الولادة، هناك نوعان رئيسيان من التوحد: التوحد الجيني الذي يمكن أن يكون مرتبطًا بعوامل وراثية، والتوحد المكتسب الذي يظهر بعد فترة من التطور الاجتماعي واللغوي الطبيعي للشخص.
4. ما الفرق بين التوحد الجيني والمكتسب؟
التوحد يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل وراثية وبيئية معقدة، فالتوحد الجيني يشير إلى وجود عوامل وراثية تلعب دورًا في تطوير الاضطراب، بينما التوحد المكتسب يمكن أن يظهر بسبب تأثيرات بيئية أو عوامل غير وراثية، ويتطلب الأمر البحث الأكثر تفصيلاً لفهم الفروق بين هذين النوعين.
5. متى يتم اكتساب التوحد؟
يُعتقد أن التوحد يكون مكتسبًا عادة خلال الطفولة المبكرة، حيث تظهر أعراضه وتشخيصه عادة قبل سن الثالثة، يمكن أن يكون هناك حالات نادرة من التوحد المكتسب الذي يظهر في وقت لاحق في الحياة، ولكن ذلك يكون نادرًا جدًا.